إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
محاضرة بكلية البنات
3612 مشاهدة
محاضرة بكلية البنات

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي الهدى وإمام المتقين نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
باسمي وباسم جميع منسوبي إدارة تعليم البنات بمحافظتي حوطة بني تميم والحريق وباسم عميدة الكلية وجميع منسوباتها نحيي فضيلة الشيخ الدكتور الوالد عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الذي تحمل وعثاء السفر، وسار إلينا هنا ليقدم ما لديه من الخير.
وعنده الخير الكثير. في هذا الوقت المحدد نشكره، ولا نملك إلا أن ندعو الله سبحانه وتعالى بأن يجزيه خير الجزاء على هذا العمل، وهذا المسعى. ونسأله سبحانه أن يبارك فيما سيقدمه.
وأود من العميدة وجميع منسوبات الكلية أن يحاولوا قدر الإمكان أن يستفدن من هذه المناسبة، ويحضرن ما لديهن من أسئلة؛ خصوصا الأسئلة التي لها مساس بواقع الطالبات، وأود أن يحرصن كثيرا على محاولة تقديمها على فضيلة الشيخ؛ لأنها فرصة مواتية وأود الاستفادة منها.
فالآن أقدم فضيلة الشيخ في هذه المحاضرة، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع به وبعلمه، ويجزيه خير الجزاء، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، صلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد؛ قال الله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فيدخل في ذلك جميع الإنس والجن ذكورا وإناثا.
شريعة الله تعالى التي أرسل بها رسله وأنزل بها كتبه متضمنة لكل ما يجب على المكلفين من الذكور والإناث؛ فيشتركون جميعا في وجوب العبادة التي هي إخلاص العبادة لله تعالى والطاعة له.
وكذلك في أداء الواجبات، كالأركان الخمسة أركان الإسلام: الصلاة والزكاة والصوم والحج والتوحيد. وكذلك يشترك الجميع في تحريم المحرمات التي نهى الله تعالى عنها، وبينها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ولكن قد يكون هناك أحكام يختص بها الرجال، وهناك آداب وأخلاق وعبادات وممنوعات ومحرمات ونحوها يختص بها النساء؛ فلأجل ذلك العلماء يتعلمون الجميع حتى يعرفوا الأحكام التي يُحتاج إلى معرفتها في هذه الحياة الدنيا؛ ليكونوا مرجعا عند الإشكال وعند وقوع شيء مما يحتاج إليه البشر.
فمعلوم أن مسائل الحيض والنفاس والرضاعة والحضانة غالبا وما أشبهها -تكون من أمور النساء وخصائصهن، وعليهن أن يتعلمن هذه الأحكام. وإذا تعلمها الرجال؛ فإن ذلك لأجل أن يعرفوا الحكم حتى يرجع إليهم عند الاشتباه في ذلك.
وقد بين الله تعالى، وبين نبيه صلى الله عليه وسلم، وبين العلماء تلك الأحكام التي تتعلق بأمور النساء من هذه الأمور ونحوها؛ فلأجل ذلك يجب على المرأة أن تتعلم ما يخصها، وتتعلم ما تحتاج إليه.
ولا شك أن حكومتنا أيدها الله تعالى قد أحسنت؛ حيث فتحت هذه المدارس وهذه الكليات؛ لأجل أن تتولى تربية بنات المسلمين ونساء المؤمنين، وأن يتعلمن ما ينفعهن في أمور دينهن وعبادتهن، وكذلك فيما يحتجن إليه في هذه الحياة الدنيا.
فمن ذلك تأسيس هذه الكليات التي يتعلم فيها جمع كبير أو صغير من نساء المؤمنين المواطنين ليخرجن بعد أن يتعلمن -مربيات وعالمات وعارفات للأحكام التي يحتاج إليها.
ولا شك أن هناك ما يجب التنبيه عليه، وإن كان المدرسات والمعلمات هن أول المسئولات عن ذلك، ولكن من باب المشاركة نذكر بعض الأحكام التي قد يُتساهل فيها، وقد يخفى شيء من أحكامها، ويكثر السؤال عنها.
فأما بالنسبة لمسائل الطهارة ونحوها من العادات وما يتعلق بها، فإن هذا معروف لا نحتاج إلى أن نعلق عليه، ولا أن نتطرق له؛ لكونه متكررا. ولكن يهمنا أن نتطرق إلى بعض المعلومات، أو الأمور المتجددة التي يتساهل كثير من النساء فيها.